لماذا فقط حبيب الله
صفحة 1 من اصل 1
لماذا فقط حبيب الله
بسم الله الرحمن الرحيم
نفهمُ أنَّ أحداً ختم الله على قلبه فرفض الإسلام ، و نفهم أنَّ أحداً لم
تبلغه الرسالةُ كما يجب و لم يفهم حقيقتها فبقى على كفره ، نفهم أيضاً أنَّ
أحداً لم يقتنع بمبدأٍ أو دين فلم يدخل فيه ، لكن ما يحيرنا فعلاً التركيز
على شخصٍ بعينه و الإساءة إليه على نحو منظم دون خلق الله و رميه بما ليس
فيه زوراً و بهتاناً و إفكا ! هل حقيقةً وقف هؤلاء الذين أدمنوا إساءة رسول
الله صلى الله عليه وسلم على سيرته و ما قاله عنه من عاصروه من المؤمنين و
الكافرين ؟ لماذا لم نقرأ كتاباً و لم نسمع عن فلم و لا رسوم كاريكاتورية
تسئ الى بوذا مثلاً ؟ لماذا لا يسيئون الى كارل ماركس و هو زعيمُ دينٍ إسمه
الإلحاد ؟ لماذا لا يسيئون حتى إلى التافهين من أمثال غاندي و مانديلا و
نهرو و تيتو ؟ لماذا فقط رسول الله ؟ لنقرأ هذه الأوصاف لحبيبنا صلى الله
عليه وسلم و التي حكاها من عاشوا معه و عرفوه عن قرب :
قالت أم معبد الخزاعية في وصف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لزوجها، حين مَرَّ بخيمتها مهاجرًا:
رجلٌ ظاهرُ الوضاءة، أبلجُ الوجه، حسن الخلق لم تُعِبْه تُجْلة، ولم تُزرِ
به صَعْلة، وسيمٌ قسيمٌ، في عينيه دَعَج، وفي أشعاره وَطَف، وفي صوته
صَحَل،وفي عنقه سطح، أحورُ، أكحل، أزَجُّ، أقْرَن، شديد سواد الشعر، إذا
صمت علاه الوقار، وإن تكلم علاه البهاء، أجمل الناس وأبهاهم من بعيد،
وأحسنهم وأحلاهم من قريب، حلو المنطق، فضلٌ، لا نَزْرٌ ولا هَذْر، كأنَّ
منطقَه خَرَزاتٌ نُظِمنَّ يتحدرن، ربعةٌ، لا تَقْحمُه عينٌ من قِصَر ولا
تشنؤه من طول، غصنٌ بين غصنين، فهو أنظرُ الثلاثة منظرًا، وأحسنهم قدرًا،
له رفقاءُ يحفون به، إذا قال استمعوا لقوله، وإذا أمر تبادروا إلى أمره،
محفودٌ، محشودٌ، لا عابسٌ ولا مُفَنَّد .
وقال عليٌّ رضي الله عنه وهو ينعت رسول الله صلى الله عليه وسلم : كان
أجودَ الناس كفاً ، وأجرأ الناس صدراً، وأصدقَ الناسِ لهجة، وأوفى الناس
ذمة، وألينَهم عريكة، وأكرمهم عشرة ، مَنْ رآه بديهةً هابه، ومن خالطه
معرفةً أحبه، يقول ناعتُه لم أرَ قبله ولا بعده مثله صلى الله عليه وسلم.
و قال هند بن أبي هالة يصفه صلى الله عليه و سلم
كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم متواصل َ الأحزان، دائمَ الفكرة، ليست
له راحة، ولا يتكلم في غير حاجة ، طويلَ السكوت، ويتكلمُ بجوامع الكلم،
فصلاً لا فضولَ فيه ولا تقصير دمثاً ليس بالجافي ولا بالمهين ، يُعظِّم
النعمة وإن دقَّتْ، لا يذم شيئاً ، ولا يمدحه، ولا يُقامُ لغضبه إذا
تُعرِّضَ للحقَّ بشيء حتى ينتصرَ له، لا يغضبُ لنفسه ، ولا ينتصر لها ،
وإذا أشار أشار بكفه كلها، وإذا تعجب قلبها ، وإذا غضب أعرض وأشاح ، وإذا
فرح غضَّ طرفَه ، جُلُّ ضحكِه التبسم، ويفترُّ عن مثل حب الغمام.
وكان يخزن لسانه إلا عَمَّا يعنيه ، يؤلف أصحابه ولا يفرقهم ، يكرم كريم كل
قوم ، ويوليه عليهم ، ويحذرُ الناس ، ويحترسُ منهم من غير أن يطوى عن أحد
منهم بشره.
يتفقد أصحابه - ويسأل الناس عما في الناس ، ويُحسِّنُ الحَسَنَ ويُصوِّبُه ،
ويُقبِّحُ القبيحَ ويُوهِنُه ، معتدل الأمر، غير مختلف، لا يغفلُ مخافةَ
أن يغفلوا أو يملوا ، لكلِّ حالٍ عنده عتاد ، لا يُقصِّرُ عن الحقِّ ، ولا
يجاوزه إلى غيره ، الذين يَلُونَه من الناس خيارُهم ، وأفضلُهم عنده
أعَمُّهم نصيحة ، وأعظمُهم عنده منزلةً أحسنُهم مواساةً ومؤازرة.
كان لا يجلس ولا يقوم إلا على ذكر ، ولا يُوطِّنُ الأماكن - لا يميز لنفسه
مكاناً - إذا انتهى إلى القوم جلس حيث ينتهي به المجلس ، ويأمر بذلك، ويعطي
كل جلسائه نصيبه حتى لا يحسب جليسه أن أحداً أكرم عليه منه ، من جالسه أو
قاومه لحاجة صابره حتى يكون هو المنصرف عنه ، ومن سأله حاجة لم يرده إلا
بها أو بميسور من القول ، قد وسع الناسَ بسطُه وخُلُقُه ، فصار لهم أباً ،
وصاروا عنده في الحق متقاربين ، يتفاضلون عنده بالتقوى ، مجلسه مجلس حِلمٍ
وحياءٍ وصبرٍ وأمانة ، لا تُرفعُ فيه الأصوات ، ولا تُؤبَّنُ فيه الحُرَم
-لا تخشى فلتاته - يتعاطفون بالتقوى ، يوقرون الكبير، ويرحمون الصغير،
ويرفدون ذا الحاجة ، ويؤنسون الغريب.
كان دائم البشر، سهل الخلق ، لين الجانب ، ليس بفظٍّ ، ولا غليظٍ ، ولا
صَخَّابٍ ، ولا فَحَّاشٍ ، ولا عَتَّابٍ ، ولا مَدَّاحٍ ، يتغافل عما لا
يشتهي ، ولايقنط منه ، قد ترك نفسه من ثلاث : الرياء ، والإكثار، وما لا
يعنيه ، وترك الناس من ثلاث: لا يذمُّ أحداً ، ولا يُعيِّرُه ، ولا يطلب
عورتَه ، ولا يتكلم إلا فيما يرجو ثوابه ، إذا تكلم أطرق جلساؤه ، كأنما
على رؤوسهم الطير، وإذا سكت تكلموا ، لا يتنازعون عنده الحديث ، من تكلم
عنده أنصتوا له حتى يفرغ ، حديثهم حديث أولهم ، يضحك مما يضحكون منه ،
ويعجبُ مما يعجبون منه ، ويصبر للغريب على الجفوة في المنطق ، ويقول إذا
رأيتم صاحب الحاجة يطلبها فأرفدوه ، ولا يطلب الثناء إلا من مكافئ .
وقال عنه عمرو بن العاص: "وما كان أحدٌ أحبَّ إليَّ من رسول الله صلى الله
عليه وسلم ، ولا أجلَّ في عيني منه ، وما كنت أطيقُ أن أملأ عيني منهُ
إجلالاً له ، ولو سئلتُ أن أصفه ما أطقت ، لأني لم أكن أملأ عيني منه.
اللهم صلي على خير الأنام سيدنا وحبيبنا وقدوتنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرا .
ابو الاء- عدد المساهمات : 11
نقاط20 : 19
تاريخ التسجيل : 03/11/2011
مواضيع مماثلة
» لماذا تبدو عروقنا زرقاء ؟؟
» اين نحن من احدي العمرين لا الة الا الله
» مبروووك الزواج يا هندسة وان شاء الله بيت مال وعيال
» اين نحن من احدي العمرين لا الة الا الله
» مبروووك الزواج يا هندسة وان شاء الله بيت مال وعيال
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى